تُعد جريمة السرقة من الجرائم الخطيرة التي تؤثر على الأمان الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع. في دولة الإمارات العربية المتحدة، وُضعت قوانين صارمة لمكافحة هذه الجريمة، خاصةً عندما تستهدف المحلات التجارية. يهدف هذا المقال إلى تقديم تحليل شامل لعقوبة سرقة المحلات التجارية في الإمارات، مع التركيز على الأطر القانونية والأحكام ذات الصلة.
عقوبة سرقة محل تجاري في الإمارات

تُعدّ سرقة المحلات التجارية من الجرائم التي يتعامل معها القانون الإماراتي بصرامة خاصة، نظرًا لما تمثّله من تهديد مباشر للاقتصاد المحلي ولثقة المجتمع في بيئة الأعمال، وتُحدد عقوبة سرقة محل تجاري في الإمارات بحسب ظروف الجريمة وتفاصيلها، إذ يميز القانون بين السرقة البسيطة والسرقة المشددة.
وفق المادة 440 من القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 1987 بشأن قانون العقوبات وتعديلاته، فإن العقوبة قد تصل إلى السجن المؤقت من ثلاث إلى خمس سنوات إذا تمت السرقة من محل تجاري باستخدام أحد الوسائل التالية:
- الكسر أو التسلق أو استخدام أدوات مصطنعة.
- ارتكاب الجريمة في فترة الليل أو أثناء الإغلاق الرسمي للمحل.
- ارتداء الجاني قناعًا لإخفاء هويته أو وجود أكثر من شخص.
- استخدام العنف أو التهديد قبل أو أثناء أو بعد السرقة.
وفي الحالات التي تترافق فيها السرقة مع استخدام الأسلحة أو التهديد الجسيم، أو إذا ارتكبها موظف يعمل في المحل نفسه، فقد ترتفع عقوبة سرقة محل تجاري في الإمارات إلى السجن المؤقت الذي قد يصل إلى 7 سنوات، مع احتمال مضاعفة العقوبة في حال وجود سوابق جنائية سابقة.
ويُعتبر “الاختلاس من جهة العمل” أو “خيانة الأمانة” في حال السرقة من قِبل موظف من أقسى أنواع الجرائم التي تواجه المحلات التجارية، وقد تصل العقوبة إلى السجن لمدة 10 سنوات إذا تم إثبات الضرر وتعمد الفعل.
تعريف السرقة في القانون الإماراتي
وفقًا للمادة 435 من قانون العقوبات الإماراتي، تُعرّف السرقة بأنها اختلاس مال منقول مملوك لغير الجاني، يتضمن هذا التعريف ثلاثة أركان رئيسية: الركن المادي، الركن المعنوي، والركن الشرعي.
الركن المادي
يشمل الركن المادي الأفعال التي يقوم بها الجاني للاستيلاء على مال الغير دون رضاه، مثل التسلق، الكسر، أو استخدام مفاتيح مصطنعة. يتحقق هذا الركن عندما يتم نقل حيازة المال من المجني عليه إلى الجاني.
الركن المعنوي
يتعلق الركن المعنوي بالقصد الجنائي، أي نية الجاني في تملك المال المسروق مع علمه بأنه لا يحق له ذلك، حيث يتطلب هذا الركن إثبات أن الجاني كان على دراية بأن ما يقوم به يُعد جريمة.
الركن الشرعي
يشير الركن الشرعي إلى وجود نص قانوني يجرّم فعل السرقة ويحدد العقوبات المقررة لها، وهو ما يتوفر في قانون العقوبات الإماراتي.
تصنيف جرائم السرقة في الإمارات

تنقسم جرائم السرقة في القانون الإماراتي إلى نوعين رئيسيين ويختلف كل منهم من ناحية تقدير عقوبة سرقة محل تجاري في الإمارات
إلى: السرقة البسيطة والسرقة المشددة.
السرقة البسيطة
تُعتبر السرقة بسيطة عندما لا تتوفر فيها ظروف مشددة، وتكون عقوبتها الحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر أو الغرامة، وفقًا للمادة 443 من قانون العقوبات الإماراتي.
السرقة المشددة
تُعد السرقة مشددة إذا اقترنت بظروف تزيد من خطورتها، مثل:
- السرقة ليلاً: إذا وقعت الجريمة خلال الليل، قد تكون عقوبة سرقة محل تجاري في الإمارات الجاني بالسجن المؤقت لمدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على سبع سنوات، وفقًا للمادة 441.
- حمل السلاح: إذا كان الجاني يحمل سلاحًا أثناء ارتكاب الجريمة، تفرض عليه العقوبة ذاتها.
- السرقة بالإكراه أو التهديد: إذا استخدم الجاني الإكراه أو التهديد بالسلاح، يُعاقب بالسجن المؤقت، وفقًا للمادة 438.
- السرقة من موظف في مكان عمله: إذا ارتكب الموظف جريمة السرقة في مكان عمله أو أضرّ بمتبوعه، يُعاقب بالسجن المؤقت لمدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد على سبع سنوات، وفقًا للمادة 441.
الشروع في السرقة
حتى إذا لم تكتمل جريمة السرقة، فإن الشروع فيها يطبق عقوبة سرقة محل تجاري في الإمارات عليه القانون وفقًا للمادة 445، حيث يُعاقب على الشروع في جنحة السرقة بنصف العقوبة المقررة للجريمة التامة.
تدابير وقائية للمحلات التجارية
لحماية المحلات التجارية من جرائم السرقة، يُنصح باتخاذ التدابير التالية:
- تركيب أنظمة مراقبة متقدمة: استخدام كاميرات مراقبة ذات جودة عالية تغطي جميع زوايا المحل.
- توظيف حراس أمن محترفين: الاستعانة بحراس أمن مدربين للتعامل مع المواقف الطارئة.
- تأمين المداخل والمخارج: استخدام أبواب ونوافذ مقاومة للكسر وأقفال ذات جودة عالية.
- توعية الموظفين: تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع حالات السرقة والإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.
دور المجتمع في مكافحة السرقة
يلعب المجتمع دورًا حيويًا في الحد من جرائم السرقة من خلال وضع عقوبة سرقة محل تجاري في الإمارات بالإضافة إلى:
- التبليغ عن الجرائم: تشجيع الأفراد على الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه أو جرائم تحدث في محيطهم.
- التوعية المجتمعية: تنظيم حملات توعية لتعريف الأفراد بخطورة جريمة السرقة وعواقبها القانونية.
- تعزيز القيم الأخلاقية: تربية النشء على القيم الأخلاقية واحترام ممتلكات الآخرين.
دور مكتب محاماة آلاء الجسمي في قضايا السرقة
يُعد مكتب آلاء الجسمي للمحاماة والاستشارات القانونية من أبرز المكاتب القانونية في الإمارات العربية المتحدة التي تتعامل باحترافية عالية مع قضايا السرقة وعقوبة سرقة محل تجاري في الإمارات، حيث يتمتع المكتب بفريق قانوني متخصص في القضايا الجنائية، يعمل على تمثيل العملاء أمام الجهات القضائية والدفاع عن حقوقهم بشفافية وقوة.
من أبرز أدوار المكتب في هذا النوع من القضايا:
- تقديم استشارات قانونية دقيقة لأصحاب المحلات المتضررين لفهم خطوات التقاضي وطرق استرجاع الحقوق.
- تمثيل المتهمين في قضايا السرقة والعمل على بناء دفاع قانوني متين يستند إلى ثغرات الإجراءات أو نقص الأدلة لتخفيف عقوبة سرقة محل تجاري في الإمارات.
- إعداد مذكرات قانونية دقيقة ورفع الدعاوى أمام النيابة العامة والمحاكم المختصة في الدولة.
- متابعة قضايا السرقة من بدايتها إلى نهايتها بما في ذلك الشكاوى الجنائية، التحقيقات، جلسات المحكمة، وتنفيذ الأحكام.
- التفاوض للوصول إلى تسويات قانونية في بعض القضايا المدنية ذات الطابع الجنائي مثل السرقات التجارية البسيطة.
ويتميز المكتب بتقديمه خدمة الاستشارات القانونية أونلاين، ما يجعل الوصول إليه سهلاً وفعالًا لأصحاب المحلات في مختلف الإمارات، كما يواكب المكتب التعديلات القانونية المستمرة في القانون الجنائي الإماراتي لضمان تقديم أفضل خدمة ممكنة للعملاء، سواء كانوا ضحايا أو متهمين.
خاتمة
تُظهر القوانين الإماراتية مدى الجدية في التعامل مع جرائم السرقة، خاصةً تلك التي تستهدف المحلات التجارية، حيث تتراوح عقوبة سرقة محل تجاري في الإمارات بين الحبس والغرامة، وتزداد العقوبة بناءً على الظروف المحيطة بالجريمة، لذا من الضروري لأصحاب المحلات التجارية اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، وللمجتمع التعاون مع الجهات الأمنية للحد من هذه

المحامية آلاء الجسمي
المحامية آلاء الجسمي، مؤسسة والرئيس التنفيذي لمكتب آلاء الجسمي للمحاماة في الإمارات، محام عام بخبرة أكثر من 10 سنوات متخصصة في قضايا الأحوال الشخصية، والقضايا الجنائية والمدنية، القضايا المتعلقة ب طقانون الشركات، البنوك، والقانون التجاري، تُعد من المحامين البارزين في مدينة عجمان، وتغطي بخدماتها القانونية إمارات الشارقة، دبي، العين، الفجيرة، وأم القيوين.