يعد الطلاق للهجر للمسيحيين من القضايا القانونية التي تثير جدلًا واسعًا في الإمارات، وذلك بسبب تعدد المذاهب والأديان والاختلاف بين الأحكام الشرعية والقوانين المدنية، ولأن الزواج يعتبر ميثاق روحي وعهد مقدس في الديانة المسيحية، فإن الهجر لفترة طويلة يحتاج إلى تدخل قانوني لحماية حقوق الزوجين، وفي هذا المقال، سنتحدث بشكل مفصل أكثر عن طلاق الهجر والإجراءات القانونية اللازمة لهذا النوع من الطلاق، بالإضافة إلى الأوراق المطلوبة وغيرها من التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع.
إجراءات الطلاق للهجر للمسيحيين في الإمارات
يمكن للمسيحيين في الإمارات العربية المتحدة سواء كانوا من المواطنين أو المقيمين تقديم طلب الطلاق للهجر، وذلك عندما يقوم أحد الزوجين بهجر الآخر والامتناع عن المعاشرة الزوجية لفترة محددة، والجدير بالذكر أنه يحق للزوجين اختيار تطبيق قانون الطلاق المعمول به في بلدهما الأصلي، وذلك من خلال تقديم طلب رسمي للمحكمة قبل أن يتم إصدار الحكم، أما في حال اختيار القانون الإماراتي فيجب اتباع الإجراءات التالية:
- في البداية يجب تقديم طلب الطلاق، وذلك من خلال قيام أحد الزوجين بالتوجه إلى المحكمة وإبداء رغبته في الانفصال وإنهاء العلاقة الزوجية.
- ثم يقوم المتقدم بملئ النموذج بكافة المعلومات اللازمة، ثم التوقيع عليه.
- المتقدم ليس مضطرًا لتوضيح الأسباب التي دفعته لتقديم طلب الطلاق.
- الآن يجب إرفاق المستندات المطلوبة عند تقديم طلب الطلاق للهجر للمسيحيين وهي: نسخة من عقد الزواج مصدقة من قبل وزارة الخارجية، بالإضافة إلى وثيقة تثبت شخصية المتقدم (جواز سفر ـ بطاقة الهوية).
- بعد ذلك سوف تقوم المحكمة بمراجعة الطلب وعرضه على لجنة التوجيه الأسري للنظر فيه، باستثناء بعض القضايا التي لا داعي لعرضها على اللجنة، ويتم إصدار حكم الطلاق من قبل المحكمة من أول جلسة.
- في حال تمت الموافقة على الطلب من قبل المحكمة، سوف يتم إخبار الطرف الآخر بطلب الطلاق وتحديد موعد للجلسة الأولى مع القاضي.
- يجب على الزوجين حضور الجلسة والمثول أمام المحكمة في الموعد المحدد.
- بعد إصدار حكم الطلاق، يمكن للزوجة المسيحية تقديم طلب لتتمكن من حضانة الأطفال، حيث تمنح الحضانة عادةً للأم في حال وجود أولاد أصغر من 11 سنة، أو بنات أصغر من 13 سنة، إلا إذا قررت المحكمة قرارًا آخر.
مقالات قد تعجبك:
شروط قبول دعوى الطلاق للهجر للمسيحيين
أما بالنسبة للشروط القانونية التي يجب توافرها لقبول دعوى الطلاق للهجر للمسيحيين، فهي كالآتي:
- فترة الغياب: يشترط أن تكون مدة غياب الزوج أو الزوجة لا تقل عن 6 أشهر متتالية، ولكن هناك بعض الحالات لا ينطبق عليها هذا الشرط، مثل غياب الطرف الآخر لأسباب طبية.
- الغياب غير المفسر: في حال فقدان أثر الزوج بشكل مفاجئ وبدون تفسير، فلا يجوز إصدار حكم الطلاق إلا بعد البحث والتحري عن الزوج، أما إذا مرت سنة كاملة من تاريخ تقديم طلب الطلاق دون رجوع الزوج، يصبح بإمكان القاضي الحكم بطلاق الهجر.
- إرسال إنذار رسمي: يجب على الزوج أو الزوجة إرسال إنذارًا رسميًا للطرف الآخر، وذلك من أجل الاختيار بين العودة والالتزام بالحياة الزوجية أو الطلاق، أما بالنسبة للفترة المحددة لهذا الإنذار فهي 6 شهور من تاريخ الإرسال.
- انتهاء المدة المحددة: في حال مرور 6 شهور من تاريخ إرسال الإنذار الرسمي دون رجوع الزوج أو الزوجة، يصبح بإمكان القاضي إصدار حكم الطلاق.
كيفية إثبات الطلاق للهجر للمسيحيين
عند تقديم طلب الطلاق للهجر للمسيحيين من الضروري توافر أدلة قانونية تثبت تصريح الطرف الآخر أمام المحكمة، نذكر لكم أهمها:
- أقوال الشهود: يمكن إثبات الهجر أمام المحكمة عبر إفادات الشهود مثل الأقارب أو الجيران، وذلك من خلال تصريحاتهم التي تؤكد غياب وهجر أحد الطرفين للآخر وعدم الاهتمام به لفترة طويلة.
- سجلات الهجرة والجوازات: في حال كان سبب الهجر هو سفر أحد الزوجين خارج البلاد لفترة طويلة دون التواصل مع الطرف الآخر، فإن سجلات التنقل عبر الحدود تعتبر إثبات ودليل قوي على الهجر.
- الرسائل والمستندات الإلكترونية: تعتبر الرسائل عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني دليل قاطع يثبت إهمال أحد الزوجين للطرف الآخر وإصراره على عدم العودة.
- سجلات البلاغات الرسمية: في حال وجود شكوى رسمية سابقة فإن الوثائق الأمنية أو القضائية السابقة تساعد بشكل كبير على إثبات الهجر أمام المحكمة.
- الكشوف المصرفية: بيانات الحساب المصرفي تعتبر دليلًا قويًا على الهجر والإهمال، في حال أثبتت عدم وجود تحويلات مالية للإنفاق على الزوجة والأولاد.
مقالات قد تعجبك:
الطلاق المدني للمسيحيين
لقد نظم القانون الإماراتي رقم 14 لسنة 2021 الإجراءات والضوابط التي يتم بها الطلاق المدني وهذا وفقا للقوانين المدنية المعمول بها والتي تهتم بتنظيم حاجات الأجانب المقيمين داخل الإمارات من غير المسلمين، وقد عمل نظام القضاء في الإمارات العربية المتحدة على توفير طريقة إلكترونية سهلة وسريعة تتيح للأزواج المسيحيين إمكانية تقديم طلب الطلاق عبر الإنترنت دون الحاجة للذهاب إلى المحكمة، ويتم ذلك من خلال القيام بالخطوات التالية:
- في البداية يجب تسجيل الدخول إلى المنصة الخاصة بالمحكمة عبر الإنترنت.
- ثم كتابة كافة المعلومات المطلوبة ضمن استمارة الطلب.
- بعد ذلك يجب على المتقدم إرفاق المستندات المطلوبة.
- الضغط على زر إرسال الطلب.
دور مكتب محاماة آلاء الجسمي في قضايا طلاق الهجر
يتميز مكتب محاماة آلاء الجسمي في عجمان بتقديم خدمات قانونية استثنائية لحل المشكلات الأسرية، لا سيما قضايا الطلاق للهجر للمسيحيين، حيث يحرص فريق العمل على اتباع أسلوب احترافي لفهم ظروف الموكل، إلى جانب جمع الأدلة الكافية لإثبات الهجر والمرافعة بها أمام المحكمة، مع متابعة إجراءات التنفيذ حتى نهايتها. وبفضل سنوات طويلة من الخبرة والكفاءة، يتمتع المكتب بمصداقية كبيرة وسمعة طيبة في دولة الإمارات، ومن أبرز الخدمات العامة التي يقدمها المكتب، هي:
- رفع قضايا الأسرة: مثل الطلاق والخلع، والفسخ، والنكاح، بالإضافة إلى قضايا النفقة وحضانة الأطفال.
- خدمة تقديم الاستشارات القانونية: ينظم المكتب جلسات استشارية يتم خلالها طرح الخيارات القانونية المتاحة، وتوضيح حقوق وواجبات كل من الطرفين.
- إعداد صيغ الدعاوى: مثل إعداد مسودات الدعاوى، وصيغ الطعن والاعتراض.
- جلسات التفاوض: يسعى المكتب بشكل دائم إلى تسوية الخلافات بطريقة ودية، وحل النزاعات بالتراضي قبل رفع الدعوى أمام المحكمة.
أسئلة شائعة حول الطلاق للهجر للمسيحيين
كيف يتم طلاق الهجر؟
يتم طلاق الهجر من خلال قيام الزوجة بتقديم طلب الطلاق إلى المحكمة، وتوفير جميع المستندات المطلوبة مثل عقد الزواج، الهوية الشخصية، شهادات الميلاد الخاصة بالأطفال، بالإضافة إلى تقديم أدلة تثبت الهجر مثل أقوال الشهود.
ما هي حقوق الزوجة المسيحية بعد الطلاق؟
عند إصدار حكم الطلاق بسبب الهجر في الإمارات، يمكن للزوجة المسيحية المطالبة بالنفقة، وحضانة الأطفال، والمسكن المناسب.
ختامًا، الطلاق للهجر للمسيحيين في الإمارات يتيح للمتضررين فرصة لإنهاء العلاقة الزوجية بشكل قانوني عادل يحترم كرامة وخصوصية الطرفين، حيث توفر القوانين الإماراتية للمواطنين والمقيمين غير المسلمين خيارات وحلول رسمية ميسرة تحمي حقوقهم وتدعم قراراتهم.
مصادر مفيدة:
