الزواج هو رابطة مقدسة تُبنى على المودة والرحمة، ويُفترض أن تكون الحياة الزوجية ملاذًا آمنًا للشريكين ومع ذلك قد تتعرض بعض الزوجات لأشكال مختلفة من الضرر النفسي داخل العلاقة الزوجية، مما يجعل استمرار الحياة المشتركة أمرًا صعبًا، في مثل هذه الحالات قد يكون طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي هو الاختيار الأفضل لهذا نهدف في هذا المقال إلى تقديم دليل شامل حول هذا كيفية تقديم طلب طلاق بسبب الضرر النفسي وكيف أثبت الضرر النفسي من الزوج؟ والحالات التي يجوز فيها رفع دعوى الطلاق عبر الأجزاء التالية.
ما هو الضرر النفسي في الزواج؟
الضرر النفسي في الزواج يشير إلى الأذى المعنوي الذي يتعرض له أحد الزوجين نتيجة تصرفات الطرف الآخر حيث يتضمن ذلك الإهانة المستمرة، التهديد، التحقير، الإهمال العاطفي، والضغوط النفسية المتواصلة.
وهذه التصرفات قد تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للزوجة، مما يجعل الحياة الزوجية غير مستقرة ومؤلمة الأمر الذي يجعل الزوجة تبحث عن طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي.
متى يُعتبر الضرر النفسي سببًا مقبولًا للطلاق؟
يُعتبر الضرر النفسي سببًا مقبولًا للطلاق إذا كان ثابتًا ومستمرًا، ويجعل من الصعب على الزوجة الاستمرار في الحياة الزوجية.
حيث في الشريعة الإسلامية إذا تعرضت الزوجة للضرر بين من قبل زوجها، فلها الحق في طلب الطلاق، وقد ذكر الفقهاء أمثلة لهذا الضرر مثل الهجر دون سبب شرعي، الضرب، والسب.
حالات الضرر النفسي التي تجيز طلب الطلاق

حتى تتمكني من طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي ويتم قبوله لدى المحكمة، يجب أن يعتمد على أسباب مقنعة، ومن هذه الحالات التي تجيز لك طلب الطلاق للضرر النفسي:
- الإهانة والسب المستمر: تعرض الزوجة للإهانة اللفظية المتكررة والسب يُعتبر من أشكال الضرر النفسي التي تبرر طلب الطلاق.
- التهديد والترهيب: استخدام الزوج لأساليب التهديد المستمر يسبب خوفًا وضغطًا نفسيًا على الزوجة، مما يجعل الحياة الزوجية غير آمنة.
- الإهمال العاطفي: عدم اهتمام الزوج بمشاعر واحتياجات زوجته العاطفية، وغياب التواصل الفعّال بينهما، يؤدي إلى شعور الزوجة بالوحدة والتجاهل.
- التحقير والتقليل من الشأن: من اسباب قبول طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي هو تقليل الزوج من قيمة زوجته أمام الآخرين أو داخل المنزل يؤثر سلبًا على ثقتها بنفسها وصحتها النفسية.
- المنع من زيارة الأهل والأصدقاء: حرمان الزوجة من التواصل مع أهلها وأصدقائها يُعد شكلًا من أشكال العزل الاجتماعي الذي يسبب ضررًا نفسيًا.
كيف تثبت الزوجة الضرر النفسي؟

كيف يمكن إثبات الضرر النفسي في المحكمة؟ حيث يعد إثبات الضرر النفسي في المحكمة عامل مهم عند تقديم طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي لقبول الطلاق، حيث يمكن للزوجة تقديم أي من الأدلة التالية لإثبات الضرر:
- شهادات الشهود: شهادات من أفراد العائلة، الأصدقاء، أو الجيران الذين شهدوا تصرفات الزوج المسيئة.
- الرسائل والمراسلات: تقديم رسائل نصية أو إلكترونية تحتوي على إهانات أو تهديدات من الزوج.
- التقارير الطبية والنفسية: تقارير من أطباء نفسيين تثبت تأثير تصرفات الزوج على الحالة النفسية للزوجة.
- التسجيلات الصوتية أو المرئية: إذا كانت قانونية، يمكن استخدام تسجيلات تُظهر سلوك الزوج المسيء.
- الوثائق الرسمية: مثل محاضر الشرطة أو الشكاوى السابقة التي قدمتها الزوجة ضد الزوج.
كيفية تقديم طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي
بعد أن تعرفنا على الحالات التي يجوز بها تقديم طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي، يمكنك أتباع هذه الخطوات للسير بشكل رسمي في القضية:
- الاستشارة القانونية: الاستعانة بمحامٍ مختص في قضايا الأحوال الشخصية للحصول على المشورة القانونية المناسبة.
- تجهيز الأدلة: جمع وتوثيق كل الأدلة التي تدعم دعوى الضرر النفسي.
- تقديم الدعوى: رفع دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة المختصة.
- حضور جلسات المحكمة: المشاركة في الجلسات وتقديم الأدلة والشهادات المطلوبة.
- تنفيذ الحكم: في حال صدور حكم بالطلاق، متابعة تنفيذ الحكم والحصول على الحقوق المترتبة عليه.
المستندات المطلوبة لرفع قضية طلاق للضرر النفسي
عند التوجه إلى المحكمة لرفع دعوى و طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي يجب على الزوجة تحضير مجموعة من المستندات الرسمية التي تدعم موقفها وتُسرّع إجراءات النظر في القضية، إليك أبرز هذه المستندات:
- عقد الزواج الرسمي: يجب تقديم نسخة أصلية أو صورة طبق الأصل من عقد الزواج الموثق.
- البطاقة الشخصية (الهوية الوطنية): للزوجة، وأحيانًا نسخة من بطاقة الزوج إذا توفرت.
- تقارير طبية أو نفسية: تقارير من أطباء نفسيين أو مراكز استشارية موثوقة تثبت تأثر الزوجة النفسي.
- شهادات شهود: من أقارب أو أصدقاء أو جيران يشهدون على سلوك الزوج المؤذي.
- الرسائل النصية أو الإلكترونية: التي تحتوي على إساءات لفظية أو تهديدات.
- محاضر شرطة إن وجدت: إذا تم تسجيل شكوى رسمية ضد الزوج لأي تصرف ضار.
مقالات قد تعجبك:
صيغة دعوي طلاق للضرر النفسي
صيغة الدعوى القانونية مهمة جدًا لطلب الطلاق بسبب الضرر النفسي وتحتاج إلى صياغة دقيقة وواضحة، لهذا إليك نموذج مبسط لصيغة دعوى طلاق للضرر النفسي:
السيد رئيس محكمة الأحوال الشخصية الموقرة
تحية طيبة وبعد،
أنا السيدة/ (الاسم الكامل)، حاملة الهوية الوطنية رقم (……..)، والمقيمة في (العنوان الكامل)، أتقدم إلى عدالتكم الموقرة بهذه الدعوى ضد الزوج السيد/ (اسم الزوج)، المقيم في (العنوان)، وذلك لطلب الطلاق بسبب الضرر النفسي البالغ الذي ألحقه بي طوال فترة الزواج.
حيث أنه منذ تاريخ الزواج فى (…….)، تعرضت لإهانات متكررة، وتهديدات، وإهمال عاطفي مستمر، مما أثر سلبًا على حالتي النفسية والصحية، وقد تم إثبات ذلك من خلال (ذكر الأدلة: تقارير طبية، شهود…).
لذا أرجو من عدالتكم التفضل بالنظر في طلبي والحكم بتطليقي من المدعى عليه للضرر، مع حفظ كافة حقوقي الشرعية.
ولكم جزيل الشكر والاحترام،
مقدمة الدعوى:
التوقيع:
التاريخ:
يفضل دائمًا أن تتم صياغة الدعوى عن طريق محامٍ مختص لضمان الدقة واستيفاء كافة الجوانب القانونية.
تجارب واقعية لنساء طلبن الطلاق بسبب الضرر النفسي
ليلى (32 عامًا)
بعد سنوات من الزواج بدأت تشعر ليلى بالعزلة الشديدة بسبب تهكم زوجها المستمر على مظهرها وطريقة تفكيرها حيث كانت تتعرض لإهانات أمام أطفالها، مما أثر على ثقتها بنفسها، حيث لجأت لطبيب نفسي ثم رفعت دعوى طلاق وقدمت التقرير كدليل، ثم حصلت على الطلاق بعد عدة جلسات قضائية.
أمينة (40 عامًا)
كانت تعيش تحت ضغوط مستمرة بسبب سلوك زوجها العصبي وتهديده الدائم بالطلاق دون سبب رغم عدم تعرضها لعنف جسدي، إلا أن الضغط النفسي كان لا يُحتمل لهذا استعانت بمحامية آلاء الجسمي وقدمت رسائل تهديد من الهاتف للمحكمة أقرت بطلبها بعد إثبات الضرر.
سارة (28 عامًا)
طلبت الطلاق بسبب الإهمال التام من الزوج حيث لم يكن هناك أي تواصل عاطفي أو دعم نفسي رغم محاولاتها لإصلاح العلاقة، لم تجد تجاوبًا اعتمدت على شهادات من أصدقاء مقربين وشهادة طبيب نفسي ونجحت في إثبات الضرر والحصول على حكم الطلاق.
دور المستشار القانوني آلاء الجسمي في حالات الضرر النفسي
وجود مستشار قانوني أو محامٍ مختص في قضايا الأحوال الشخصية يُعتبر عنصرًا مهمًا في مسار الدعوى، لهذا فإننا في مكتب محاماة آلاء الجسمي نقدم لكم عدة خدمات قانونية تشمل:
- تقديم الاستشارة القانونية الصحيحة: يشرح للزوجة حقوقها ويحدد مدى قوة قضيتها.
- صياغة الدعوى بدقة: يضمن أن تكون صيغة الدعوى مستوفية لجميع الشروط القانونية.
- جمع الأدلة وتوثيقها: يساعد في ترتيب الأدلة وتقديمها بشكل مقنع أمام القاضي.
- المرافعة أمام المحكمة: يعرض القضية باحترافية ويجيب عن أي استفسارات قانونية تُطرح خلال الجلسات.
- متابعة الإجراءات القانونية: من التقديم وحتى إصدار الحكم النهائي وتنفيذه.
أسئلة شائعة حول طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي:
هل يجوز للمرأة طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي؟
نعم، يجوز شرعًا وقانونًا للمرأة أن تطلب الطلاق إذا ثبت أن هناك ضررًا نفسيًا بالغًا يجعل استمرار الحياة الزوجية مستحيلًا أو مرهقًا لها. الضرر النفسي يُعترف به كسبب مشروع للطلاق في المحاكم، بشرط تقديم الأدلة الكافية لإثباته.
هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل؟
نعم، كثرة المشاكل المستمرة والمتكررة التي تسبب توترًا دائمًا وضغوطًا نفسية للزوجة تُعتبر شكلًا من أشكال الضرر، خاصة إذا كانت هذه المشاكل تؤثر على الاستقرار النفسي أو الأمن العائلي. المهم أن تكون هذه المشاكل جادة ومنهجية وليست مجرد اختلافات عابرة.
مقالات قد تعجبك:
الخاتمة
الضرر النفسي في الزواج قضية جدية تؤثر على استقرار الحياة الزوجية وصحة الزوجة النفسية، لهذا فمن حق الزوجة طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي المستمر والذي يجعل من الصعب عليها الاستمرار في العلاقة ومن الضروري أن تكون الزوجة مستعدة لتقديم الأدلة الكافية لإثبات هذا الضرر أمام المحكمة، والاستعانة بالجهات القانونية المختصة لضمان حقوقها.
مصادر مفيدة:

المحامية آلاء الجسمي
المحامية آلاء الجسمي، مؤسسة والرئيس التنفيذي لمكتب آلاء الجسمي للمحاماة في الإمارات، محام عام بخبرة أكثر من 10 سنوات متخصصة في قضايا الأحوال الشخصية، والقضايا الجنائية والمدنية، القضايا المتعلقة ب طقانون الشركات، البنوك، والقانون التجاري، تُعد من المحامين البارزين في مدينة عجمان، وتغطي بخدماتها القانونية إمارات الشارقة، دبي، العين، الفجيرة، وأم القيوين.