تمثل الفائدة القانونية في القانون الاماراتي تعويضًا يلتزم به المدين للدائن مقابل التأخير في سداد دين نقدي مستحق، حيث تحدد هذه الفائدة غالبًا بنص القانون أو الاتفاق، وتعد وسيلة لضمان حقوق الدائنين وحث المدينين على الوفاء بالتزاماتهم المالية في الأوقات المحددة، مما يسهم في استقرار المعاملات.
تكمن أهمية الفائدة القانونية في القانون الاماراتي في دورها كآلية ردع ضد المماطلة في سداد الديون، وتعويض الدائن عن الفرص الضائعة لاستثمار أمواله خلال فترة التأخير، كما أنها توفر إطارًا قانونيًا واضحًا لتسوية النزاعات المالية المتعلقة بالتأخير في السداد، مما يعزز الثقة في النظام القانوني والاقتصادي.
ما هي الفائدة القانونية في القانون الاماراتي

عند الحديث عن الفائدة القانونية في القانون الاماراتي، وتحديداً قانون المعاملات المدنية، من المهم فهم أن المفهوم يختلف عن الفائدة بنسب ثابتة المطبقة تلقائياً على الديون المتأخرة في بعض النظم القانونية الأخرى، القانون الإماراتي المستمد في جوهره من مبادئ الشريعة الإسلامية، يتعامل مع مسألة التأخير في الوفاء بالالتزامات المالية من منظور التعويض عن الضرر.
يعتمد النظام القانوني في دولة الإمارات على مبدأ أن المدين الذي يتأخر في الوفاء بالتزامه المالي المستحق للدائن، يكون مسؤولاً عن تعويض الدائن عن الضرر الذي لحق به نتيجة لهذا التأخير، وهذا التعويض ليس بالضرورة نسبة مئوية ثابتة من أصل الدين تُفرض بمجرد التأخير، بل هو تقدير للضرر الفعلي الذي تكبده الدائن بسبب عدم حصوله على أمواله في الوقت المحدد.
دور البنك المركزي والمحاكم في تحديد الفائدة
فيما يتعلق بمعدلات الفائدة القانونية في القانون الاماراتي المطبقة في المعاملات المالية، وخاصة القروض، يحدد البنك المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة الحد الأقصى لمعدلات الفائدة التي يمكن للمؤسسات المالية (كالبنوك التجارية) تحصيلها، يتعين على البنوك والمؤسسات المالية الالتزام بهذه الحدود القصوى التي يضعها البنك المركزي لضمان عدم تجاوزها.
تجدر الإشارة إلى أن القانون الإماراتي قد أنشأ نظاماً قضائياً متخصصاً أو غرفاً متخصصة داخل المحاكم للتعامل مع النزاعات المتعلقة بالقروض والمسائل المالية الأخرى، حيث يتولى قضاة متخصصون مراجعة هذه القضايا وإصدار الأحكام فيها، مع الأخذ في الاعتبار أحكام القانون ومبادئ الشريعة الإسلامية التي تحكم هذه المعاملات.
أهمية نظام التعويض عن التأخير والفائدة القانونية
يساهم نظام الفائدة القانونية في القانون الاماراتي في تحقيق عدة أهداف هامة، تساعد على ضمان حقوق الأفراد والمؤسسات داخل الدولة، خلال المعاملات المالية والتجارية، ومن أهم فوائده في ذلك السياق الآتي:
- ضمان الإنصاف للمقترضين لأنه يساعد هذا النظام على ضمان معاملة المقترضين بإنصاف وعدم تعرضهم لمعدلات فائدة مفرطة أو شروط جائرة من قبل المقرضين.
- حماية حقوق المقرضين كونه يضمن حصول المقرضين على تعويض معقول عن الضرر الناتج عن تأخر سداد أموالهم، مما يوفر لهم حافزاً لتقديم الائتمان.
اتفاقيات القروض ومعدلات الفائدة
بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى الحصول على قرض أو الدخول في اتفاقية تمويل مع أحد المقرضين في الإمارات العربية المتحدة، فإن فهم القوانين المتعلقة بهذه المعاملات أمر ضروري للغاية، حيث تهدف هذه القوانين إلى حماية مصالح المقترضين وضمان حصولهم على معاملة عادلة وشفافة طوال العملية.
حيث تخضع اتفاقيات القروض ومعدلات الفائدة المرتبطة بها في دولة الإمارات العربية المتحدة لأحكام قانون المعاملات المدنية، بالإضافة إلى التنظيمات الصادرة عن البنك المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويحدد البنك المركزي الحد الأقصى لمعدلات الفائدة التي يمكن للمؤسسات المالية المرخصة (مثل البنوك التجارية) تحصيلها على أنواع مختلفة من القروض (مثل القروض الشخصية أو التجارية)، ولذا يتعين على هذه المؤسسات الالتزام الصارم بهذه الحدود القصوى لضمان عدم تجاوزها.
من المهم أن نلاحظ أن قانون دولة الإمارات العربية المتحدة لديه موقف صارم ضد الربا أو فرض أسعار فائدة مفرطة وغير معقولة على القروض، وذلك تماشياً مع مبادئ الشريعة الإسلامية، فإذا حاول أي طرف فرض فائدة تتجاوز الحدود القانونية أو تعتبر مفرطة بشكل واضح، فقد يواجه عواقب قانونية.
شروط اتفاقيات القروض ومعدلات الفائدة

لحماية المقترضين من الممارسات غير العادلة، ينص القانون الإماراتي على عدة أحكام مهمة، تساعد على تجنب أي تلاعب بتلك القوانين والنظم، مما يزيد من أمان المعاملات المالية داخل دولة الإمارات، ومن أهم تلك الشروط الآتي:
- يطالب القانون المقرضين بإعطاء المقترضين إشعاراً خطياً قبل 14 يوماً على الأقل قبل إجراء أي تغييرات على أسعار الفائدة أو الشروط الأخرى الأساسية لاتفاقية القرض الخاصة بهم، وهذا يمنح المقترض وقتاً كافياً لفهم التغييرات واتخاذ القرار المناسب.
- يجب على البنوك والمؤسسات المالية تقديم خطط سداد متنوعة ومرنة قدر الإمكان، بحيث يتمكن العملاء من اختيار الطريقة التي تناسب ظروفهم وقدرتهم على السداد.
- يجب تحديد جميع الرسوم والتكاليف المرتبطة بالحصول على القرض بوضوح تام في اتفاقية القرض، بحيث يكون المقترض على علم كامل بالتكلفة الإجمالية للقرض.
- ينص القانون على أن أي تكاليف إضافية يتكبدها المُقرض بشكل مباشر نتيجة لتأخر المقترض في السداد يمكن أن يتحملها المقترض، ولكن يجب أن تكون هذه التكاليف معقولة ومبررة.
تابع المزيد: استشارات قانونية مجانية اون لاين
الآثار المترتبة على الفائدة القانونية في القانون الاماراتي
لقد كان لتطبيق الفائدة القانونية في القانون الاماراتي أسعار الفائدة على الإقراض آثار مهمة على القطاع المالي والاقتصاد ككل في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمكن تلخيص أبرز هذه الآثار فيما يلي:
خفض تكلفة الاقتراض للمستهلكين
يؤدي تحديد سقف لأسعار الفائدة إلى خفض تكلفة الاقتراض للأفراد والمستهلكين، وهذا يسهل عليهم الحصول على التمويل اللازم لتلبية احتياجاتهم المختلفة، مما قد يحسن من استقرارهم المالي ويزيد من قدرتهم على الإنفاق.
دعم الشركات الصغيرة وتعزيز النمو الاقتصادي
تستفيد الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص من انخفاض تكلفة الاقتراض، حيث يسهل عليها الوصول إلى رأس المال اللازم لتمويل عملياتها، التوسع في أنشطتها، والاستثمار في مشاريع جديدة، وهذا الدعم للشركات الصغيرة يساهم بشكل مباشر في تعزيز النمو الاقتصادي العام للدولة وخلق فرص عمل جديدة.
الاستشارات القانونية المتخصصة
يساعد مكتب آلاء ابراهيم الجسمي للمحاماة الشركات على فهم الفروقات الدقيقة بين مفهوم الفائدة القانونية في القانون الاماراتي في المعاملات التجارية والبنكية الخاضعة لتنظيمات البنك المركزي والتعويض عن التأخير في الوفاء بالالتزامات المالية بموجب قانون المعاملات المدنية، كما يشمل ذلك شرح مبادئ الشريعة الإسلامية المتعلقة بالربا وكيفية تأثيرها على العقود والمعاملات.
الأسئلة الشائعة
ما هي الفوائد القانونية؟
فوائد مترتبة على تعويض صاحب الحق عن التأخير في الأداء.
ما هي نسبة الفائدة القانونية؟
نسبة متغيرة بحسب حجم الدين وقدر الضرر الناجم عن التأخير في السداد.
ما هي المسؤولية العقدية في القانون الإماراتي؟
المسؤولية المترتبة على مخالفة طرف من الأطراف لشروط العقد المبرم بينهم.
ما هو الفرق بين الفوائد القانونية والتعويض؟
الفوائد القانونية أساسها الضرر المقدر نتيجة التأخر في السداد، أما التعويض فيكون عن ضرر فعلي.
متى تستحق الفوائد القانونية؟
عندما يتأخر المدين عن سداد الدين لمدة من الزمن متفق عليها في العقد.
تساعد لوائح الفائدة القانونية في القانون الاماراتي الجديد على حفظ حقوق المدنيين والتجار عند التعامل مع الأفراد والمؤسسات أو البنوك، مما يعزز من موثوقية العقود المالية في دولة الإمارات.

المحامية آلاء الجسمي
المحامية آلاء الجسمي، مؤسسة والرئيس التنفيذي لمكتب آلاء الجسمي للمحاماة في الإمارات، محام عام بخبرة أكثر من 10 سنوات متخصصة في قضايا الأحوال الشخصية، والقضايا الجنائية والمدنية، القضايا المتعلقة ب طقانون الشركات، البنوك، والقانون التجاري، تُعد من المحامين البارزين في مدينة عجمان، وتغطي بخدماتها القانونية إمارات الشارقة، دبي، العين، الفجيرة، وأم القيوين.